مقتل طالب سعودي في كامبريدج- دروس في ضبط النفس وتجنب الاستفزاز.

المؤلف: خالد السليمان08.21.2025
مقتل طالب سعودي في كامبريدج- دروس في ضبط النفس وتجنب الاستفزاز.

تفاعل السعوديون بقلوب دامعة وأحاسيس جياشة لرحيل طالب سعودي في مدينة كامبريدج البريطانية، إثر حادث طعن مؤسف، وقامت الشرطة البريطانية بوصف الشجار الذي أدى إلى هذا الاعتداء الآثم بأنه مدبر ومقصود، مما يشير إلى أن الطالب المغدور كان ضحية لتنمر خبيث ومخطط له، وربما تكشف التحقيقات والمحاكمة القادمة عن وجود نية مسبقة لإزهاق روحه البريئة!

لطالما دعوت الأبناء والأهل والأصدقاء والخلان عند ارتحالهم للعمل أو الدراسة أو الاستجمام، إلى التحلي بضبط النفس وتجاهل المهاترات والاستفزازات، والتحكم في المشاعر الجياشة والعواطف الملتهبة التي تدفع الإنسان السعودي والعربي بشكل عام إلى الذود عن كرامته، فنحن أمة تعتز بكرامتها أيما اعتزاز، ونحس بأن أي إهانة لفظية أو جسدية تمثل طعنة في الكرامة تستوجب الرد الفوري، وهذا ما ينبغي قمعه والسيطرة عليه، وتقديم مصلحة الفرد وسلامته الشخصية فوق كل اعتبار، وخاصة في البلدان والمدن التي يكثر فيها العنف والجريمة ويندر فيها الأمن!

لا ضير أبداً في التغاضي عن أي استفزاز دنيء، وفي تمرير أي موقف يتضمن إساءة لفظية أو احتكاك عابر، طالما أن في ذلك صوناً لسلامتك وحياتك الغالية، فكما يقول المثل الشعبي الحكيم: «الشر لحظة، والعافية تدوم»، بمعنى أن الشر والأذى قد يكمنان في وهلة خاطفة أو غادرة، ولكن في الحيطة والحذر تكمن السلامة والخلاص. لذا، فإن تجاهل مثل هذه الاستفزازات، حتى لو كانت متعمدة ومبيتة، لا ينتقص من كرامتك قيد أنملة، بل يجسد أسمى معاني الحكمة والتروي في التعامل مع المواقف المسيئة والمؤذية!

خلاصة القول.. ليكن تفكيرك منصباً دائماً على نفسك وأحبابك عند التعرض لهذه المواقف العصيبة، وتجنبها قدر المستطاع دون أن يانبك ضميرك أو تشعر بالتقصير تجاه مشاعرك، فسلامتك أغلى وأثمن من كل شيء زائل!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة